يستمر لامين يامال جناح برشلونة الإسباني الفتّاك في تقديم نفسه في صدارة المواهب الفذّة التي تحتكر المشهد الكروي العالمي في الوقت الحالي، غير أنّ هذا المعطى بدلاً من أن يكون مصدر سعادة وتفاؤل للنادي الكتالوني تحوّل إلى هاجس مخيف يرعب كل المحيطين باللاعب.
ويقدّم "فتى البارسا" الواعد ذو الـ 17 عامًا مستويات باهرة منذ الموسم الماضي، تكللت في الصيف الماضي بقيادة منتخب إسبانيا وللمرة الرابعة في تاريخها (1964 و2008 و2012 و2024)، للتتويج بلقب كأس أمم أوروبا، التي أقيمت في ألمانيا.
ولم يخفت وهج يامال في بداية الموسم الحالي، حيث أسهمت عروضه المميزة في تزعّم النادي الكتالوني لجدول ترتيب الدوري الإسباني، متفوقًا بفارق 4 نقاط عن غريمه وبطل الموسم المنقضي، ريال مدريد، ما أسهم في تواصل ارتفاع أسهم اللاعب الذي بات هدفًا أساسيًا لمدافعي كل منافس للبارسا.
وكان "الغزال الأسمر" يستعدّ لمرافقة ناديه من أجل شد الرحال باتجاه مدينة بامبلونا لمواجهة صاحب الأرض أوساسونا لحساب المرحلة الثامنة من الليغا غدًا السبت، في مواجهة من المقرر أن تنطلق في تمام الساعة العاشرة بتوقيت مكة المكرمة، غير أنّ تقارير صحفية تحدثت عن إمكانية تغيّب اللاعب عن الرحلة لأسباب وقائية.
يامال متوجّس من "شبح" الملاعب
بمردوده الذي يُبرِز مع كل ظهور له منحى تصاعديًا متسارعًا ولا سيما بصمة فنية فارقة، فقد بات الموهبة الكتالونية في خطر داهم في المباريات المقبلة، بسبب هاجس وحيد هو بمثابة "الشبح المرعب" لكل رواد الملاعب، ألا وهو الإصابات وما أدراك ما الإصابات!
يامال -وبحكم جودته وأسلوبه في اللعب على مستوى الجناح- سيكون لا محالة معرّضًا للإصابة، فاحتمالية إصابته تبقى عالية حاله حال أي لاعب آخر، لذلك يعمل برشلونة على حماية أيقونة الكرة الإسبانية من "التدمير".
مخاوف برشلونة زادت في الآونة الأخيرة لسبب وجيه، وهو ازدياد وتيرة المصابين من نجوم الكرة، يتقدمهم مواطنه رودري نجم خط وسط مانشستر سيتي، الذي تحدث سابقًا عن الوتيرة الجهنمية للمباريات وتأثيرها في اللاعبين، والذي سيغيب لما لا يقل عن 9 أشهر بسبب تمزق في الرباط الصليبي لركبته اليمنى، إضافة إلى كيليان مبابي نجم ريال مدريد الذي سيكون أفضل وضعًا في ظل راحةٍ لن تتجاوز ثلاثة أسابيع بسبب إصابة في العضلة ذات الرأسين الفخذية في ساقه اليسرى.
وما يزيد من توجّس يامال وناديه، هو "تسونامي" الإصابات الذي ضرب الفريق في الموسم الحالي، والذي وصل إلى 8 إصابات مسّت أهم القطع الأساسية للفريق على غرار رونالد أراوخو وفرينكي دي يونغ وأندرياس كريستنسن وبيرنال وقبلهم غافي بايز وآخرهم الذي كان صادمًا، قائد الفريق وحارسه الألماني مارك أندريه تير شتيغن، الذي تأكد غيابه حتى نهاية الموسم بسبب تمزق كامل في الوتر الرضفي لركبته اليمنى.
فليك يدقّ جرس الإنذار
وفي سياق متّصل بمخاوف "البلوغرانا" من استهداف يامال داخل الملعب من خلال التدخلات الخشنة التي بدت تظهر بجلاء في الأسابيع الأخيرة، ذكرت تقارير صحفية أنّ الجهاز الفني بقيادة الألماني هانز فليك، يتّجه لاتخاذ قرار إستراتيجي لحماية موهبته من خلال إراحته في هذه الجولة تفاديًا للإرهاق، في مقابل إمكانية منح مساحة كبرى للعائد حديثًا من الإصابة أنسو فاتي، أو البديل فيران توريس أو حتى باو فيكتور للعب بضع دقائق.
اقرأ المزيد
وسيكون هذا القرار في حال تثبيته، بمثابة جرس إنذار من فليك لكافة عناصر برشلونة بضرورة "حماية" اللاعب من كل ما قد يعرقل مسار تطوّره، لا سيما أنه بات الركيزة الأساسية والأبرز في مخططات المدرب الألماني.
من جانبه، صار يامال الذي تبلغ قيمته التسويقية 120 مليون حسب "ترانسفير ماركت"، والذي حطّم العديد من الأرقام القياسية التاريخية في الأشهر الأخيرة، يأمل المحافظة على جاهزيته والابتعاد عن الإصابة قدر الإمكان بهدف الاستمرار في أدائه الملهم الذي مكّنه منذ بداية الموسم الجاري من تسجيل 4 أهداف وتقديم 5 تمريرات حاسمة في مجموع 7 مباريات فقط خاضها لحساب جميع المسابقات حتى الآن.
