أخبار عاجلة
صور | فعاليات اليوم الثالث لمعرض سيتي سكيب 2024 -

الأمطار تنعش واحات الجنوب الشرقي

الأمطار تنعش واحات الجنوب الشرقي
الأمطار تنعش واحات الجنوب الشرقي

في لوحة طبيعية خلابة بدأت واحات الجنوب الشرقي تستعيد نضارتها، بعد التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرا. لم تكن هذه الأمطار مجرد قطرات ماء تساقطت من السماء؛ بل كانت فسحة أمل للفلاحين والسكان الذين يعتمدون اعتمادا كبيرا على الموارد المائية لاستمرار نشاطاتهم الزراعية، خاصة زراعة النخيل.

في جولة بين الواحات بالجنوب الشرقي للمغرب، التقت جريدة هسبريس الإلكترونية بالفلاح محمد أمغروس، الذي أعرب عن فرحته بقوله: “لقد كانت هذه الأمطار نعمة إلهية؛ فقد ساعدت في انتعاش الفرشة المائية، التي كانت تعاني من الجفاف لسنوات.. نحن، الآن، نرى النخيل يعود إلى الحياة، والأرض تزداد خضرة”.

وأكد المتحدث ذاته أن الأمطار لم تكن فقط مصدرا للمياه؛ بل كانت أيضا مصدرا للفرح والتفاؤل، مضيفا “كنا ننتظر هذه الأمطار لسنوات، وها هي تأتي لتعيد الحياة إلى أرضنا وقلوبنا”.

والتمس أمغروس من الدولة إطلاق برامج دعم الفلاحين، خاصة الصغار، من أجل إعادة الحياة إلى هذه الواحات التي تضررت بشكل كبير جراء سنوات الجفاف.

ومع انتعاش الفرشة المائية الواحات بالجنوب الشرقي للمملكة، بدأت تظهر مطالب بإعادة غرس الواحات المتضررة.

وفي هذا السياق، أوضح خالد الصبار، فاعل في مجال البيئة بزاكورة، أن “الأمطار فتحت أمامنا نافذة فرصة لإعادة تأهيل الواحات”، مبرزا أنه “على وزارة الفلاحة، وخاصة مديرية تنمية مناطق الواحات، تنزيل استراتيجية جهوية لإعادة غرس الأشجار المتضررة وتحسين البنية التحتية للري لضمان استدامة هذه الموارد”.

وتابع الصبار، في تصريح لهسبريس، أن “الأمطار الغزيرة ليست حلا دائما؛ ولكنها تعطينا فرصة لتنظيم استخدام المياه بشكل أفضل.. نحن بحاجة إلى تبني تقنيات حديثة في الري وإدارة المياه لضمان استمرار هذا الانتعاش. ويبقى الأمل معلقا بأن تكون هذه الأمطار بداية لمرحلة جديدة من الازدهار في واحات الجنوب الشرقي، حيث يعمل الجميع معا لإعادة بناء ما دمرته السنوات الجافة وتحويل هذه الفرصة إلى فرصة للتنمية المستدامة.

بدوره، قال عبد العالي آيت يدير، فلاح بواحة زيز بإقليم الرشيدية: “منذ بداية التساقطات المطرية، بدأت الأرض تستجيب بسرعة، حيث إن النباتات التي كانت تكافح للبقاء بدأت تنتعش، والمياه التي تجمعت في الأودية والجداول أعادت الحياة إلى الواحات”.

وأفاد آيت يدير، في تصريح لهسبريس، أن جده، البالغ من العمر 89 سنة، أكد له أنه لم يشهد من قبل مثل هذه الأمطار.

وأضاف المتحدث ذاته أن “هذه المياه تعني الكثير لنا؛ فهي تعيد الأمل في استمرارية زراعة النخيل والخضراوات التي نعتمد عليها في معيشتنا”، ملتمسا بدوره من وزارة الفلاحة تقديم الدعم للفلاحين وتدخل مديرية وكالة تنمية الواحات لإصلاح الأضرار.

من جانبه، أكد مصدر مسؤول تابع لوزارة الفلاحة بجهة درعة تافيلالت أن “الأمطار كانت مفاجأة سارة؛ ولكنها أيضا أظهرت مدى الحاجة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية المائية في الواحات”.

ولفت المصدر عينه إلى “أننا بحاجة إلى استغلال هذه الفرصة لتحسين نظم الري وتخزين المياه لضمان استدامة الزراعة في المنطقة”.

وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث ذاته أن الوزارة حاليا تعمل من أجل إطلاق مشاريع وبرامج هادفة لإصلاح الأضرار التي خلفتها السيول الجارفة في الأراضي الفلاحية، مشيرا إلى أن هناك مجهودات تبذل في هذا الإطار، داعيا الوزارة الوصية إلى إيلاء العناية اللازمة لمناطق الواحات من أجل تشجيع سكانها على الاستثمار بها لتفادي الهروب الجماعي القسري منها.

على الرغم من الفرحة بالأمطار، فإن هناك تحديات كبيرة، حيث يطالب سكان الواحات بتدخلات حكومية فورية لإعادة غرس الأشجار التي تضررت وتعزيز البنية التحتية للري، قالت جميلة سعداوي، وهي واحدة من سكان الواحات، مشددة على “نحن نرى الأمل في هذه الأمطار؛ لكننا بحاجة إلى دعمٍ لإعادة بناء ما دمره الجفاف السابق.. إذا لم نعمل بسرعة، فإن هذه الفرصة قد تضيع”.

وأبرزت المتحدث ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن “الأمطار تعتبر فرصة لإعادة تقييم وتحسين استخدام الموارد المائية. لذلك، يجب التفكير في أنظمة ري أكثر كفاءة وزراعة مقاومة للجفاف لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي في المستقبل”، مشيرة إلى أن الوزارة الوصية، ومن خلالها وكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، أعطت أهمية كبيرة لمناطق الأركان ونسيت معاناة سكان الواحات.

بينما تعيد الأمطار الحياة إلى الواحات، تظل هناك تحديات كبيرة تواجه المنطقة، أورد داود الجباري، من سكان واحة ألنيف (إقليم تنغير).

وفي هذا الصدد، أشار الجباري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن من بين هذه التحديات تغير المناخ، الذي يجعل من الصعب التنبؤ بالأمطار المستقبلية.

وختم المصرح عينه بالقول: “نحن نعيش على أمل أن تستمر هذه الأمطار؛ لكننا نعلم أن الأمر ليس بهذه البساطة. لذلك، نحتاج إلى خطط طويلة الأمد للتعامل مع الجفاف المتكرر”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الرياضة يشهد مؤتمر الإعلان عن تنطلاق مدرسة ...
التالى نيمار : ليس هناك افضل من هذا الاعب للحصول على الكرة الذهبية